نرى الحاجب يدخل ويقف على المسرح أقصى اليسار
الحاجب : محكمـــــة .
نرى القاضى يدخل فيتوسط المسرح أمامه مائدة وبعض الأوراق ... يدخل وكيل النيابة فيقف أسفل المسرح من الناحية اليسرى وفى يده بعض الأوراق .
القاضى : نادى على المتهم .
الحاجب : يونان أمتاى .
نرى يونان يدخل منكس الرأس يصعد الى المسرح يقف خلف قضبان ، من الجهة اليمنى للمسرح .
القاضى : اسمك ايه ؟
يونان فى صوت ذليل : يونان أمتاى
القاضى : انت متهم يا يونان بالهرب من الله وعدم سماع كلامه . ايه أقوالك ؟
يونان : برئ ... مظلووووووم يا سيادة القاضى .
النيابة : سيادة القاضى ثابت من الأوراق وكلام الشهود ان المتهم هرب فعلا وحاول يروح ترشيش بدل ما يروح نينوى زى ما الرب أمره .. انه يكلم أهلها علشان يتوبوا .
القاضى : صحيح الكلام ده ؟
يونان : ياسيادة القاضى ... الموضوع مش انى مش عاوز أسمع كلام الله ولا غاوى أهرب .. الموضوع انى عارف الله وفاهمه كويس ... الله حنين وبيسامح اللى يتوب .. فكنت متأكد انه هيسامح أهل نينوى لما يتوبوا .
القاضى : عظيم وايه مشكلتك فى كده ... ما طول عمر الدنيا نظامها كده .. اللى يتوب ربنا بيسامحه .
يونان : ما هى دى المشكلللللة .. سيادتك يرضيك يعنى انى بعد ما أقولهم ان الرب هيعاقبكوا وهيعمل فيكوا كذا وكذا .. يقوموا يتوبوا والرب يسامحهم وما يعاقبهمش .. وأطلع أنا عيل بقى وكداب قدام الناس و و و بقول أى كلام و..
النيابة فى حماسة وبصوت عال : دا اعتراف رسمى يا سيادة القاضى .. يونان خايف على شكله وصورته قدام الناس أكتر من خوفه على ناس هتضيع .
يونان : الله ؟ هو انت كده ماسكلى على الواحدة .. ما تخليك محضر خير .. يا ناس اعذرونى .. حسوا بىّ
القاضى : طيب يا يونان لما هربت على ترشيش .. عملت ايه هناك ؟
يونان : هو أنا لحقت أهرب ولا أروح فى أى حتة ؟ دا أنا يدوب ركبت المركب ولقيت موج وريح وعواصف قامت فجأة والمركب كانت هتغرق
القاضى فى اهتمام : يعنى انت غرقت ؟
يونان : لأ يا بيه .. ما أنا كنت متأكد ان العاصفة دى بسببى .. فقلت للبحارة يرمونى فى البحر .
القاضى : يعنى المركب ما غرقتش .. أمال انت اللى غرقت
النيابة : سيادة القاضى ثابت هنا عندى فى الأوراق ان المتهم بلعه حوت
القاضى يقف نص وقفه ثم يجلس وهو يقول : حوووت ... بلعك حوت
النيابة : سيادة القاضى .. من أقوال الشهود ..
القاضى : اسكت انت ... هه قول ... قول يا يونان .
يونان : أصل يا سيادة القاضى .. ده كان حوت مخصوص .. جهزه الله علشانى
ووأنا فى بطن الحوت ...
النيابة: سيادة القاضى ...
القاضى : شششششش سيبه يكمل .. هه وبعدين يا يونان
يونان : وقعدت هناك تلات أيام .
القاضى : فى بطن الحوت .... تلات أيام ؟ هه
يونان : عرفت هناك غلطتى وندمت وتبت وصليت لله
النيابة : سيادة القاضى التوبة دى كلام مافيش عليه أى دليل .
يونان : كل الكلام ده مكتوب فى سفر باسمى فى الكتاب المقدس فى أصحاح 2 .. ورمانى الحوت يا سيادة القاضى حسب أمر الرب ليه على الشط .
القاضى : هاااااايل ... ما فيش حد فى الدنيا بلعه حوت وعاش ... هه ورحت نينوى ؟
يونان : رحت يا سيادة القاضى وزى ما كنت متوقع بالظبط حصل ... كلمت الناس وتابوا وندموا ورجعوا لربنا بكل قلبهم
القاضى : كويس أوى جميل .. انت عملت عمل جامد أوى يا يونان برافو
النيابة : سيادة القاضى لو تسمحلى .. من أدلة كتير وشهود على يونان .. انه زعل لما الناس تابوا علشان الله سامحهم .
يونان : دا انت يا أخى ... يااااه دا أنا كنت خلاص هأخد براءة
القاضى : ايه أقوالك فى الكلام ده .
يونان : ا ا ا ا ما .. ماهووو ده اللى كنت عامل حسابه من الأول ربنا سامحهم ومحصلش ولا حاجة من العقاب اللى حذرتهم منه .. وبقى شكلى وحيييييييش
القاضى : ده لازم الله جهز لك حوت المرة دى بلعك وقرقشك
النيابة : الأوراق هنا بتقول ان الله جهز له شجرة علشان تضلل عليه من الحر
القاضى : يا سلاااااااام .. الله جهز شجرة وضلة وخايف على واحد زيك من الحر ...
يونان : ماهو ... ماهو .. أصلى ... أنا أصلى كنت عاوز أنام وتعبان و ...
النيابة : والصبح سيادة القاضى الشجرة نشفت من الشمس وماتت .
يونان : يااااااه دا أنا زعلت عليها زعل .
القاضى : يعنى انت زعلت على شجرة عمرها يوم واحد بس ... وانت لا زارعها ولا سقيتها ولا تعبت فيها ... ومش عاوز الله يخاف على ناس من لحم ودم تعب فيهم ورعاهم سنين .
يونان : ماهو ده اللى قالهولى ربنا برضه ... وده اللى خلانى أتكسف من نفسى وأتوب وأرجع لربنا .
القاضى : يعنى انت بتعلن توبتك يا يونان ؟
يونان : من كل قلبى يا سيادة القاضى .
النيابة : سيادة القاضى ...
القاضى : سكووووت ... بعد الاطلاع على القضية . وأقوال النيابة والمتهم ... ونظرا للعمل الرائع اللى قام بيه يونان وانه رجع أهل مدينه بحالها عن الشر .. وبما ان المحكمة قلبها اطمن على توبة يونان الحقيقية ...
حكمت المحكمة ببراءة يونان أمتاى من التهم الموجهه اليه .. رفعت الجلسة
الحاجب : محكمة
يونان : يحيا العدل ... يحيا العدل
تأليف : أ/ منى نيقولا