تنقيبٌ أثرىٌ في زوايا الحافز
همّت مجموعةٌ من اللاجئين بالفرار من إحدى مناطق
الحرب باختراق إحدى البقاع الشديدة الوعورة في
بلادهم، وبينما كان هؤلاء اللاجئون على وشك الرحيل.
اقترب مِنهم رجلٌ عجوزٌ ضعيف وامرأة واهية الصحة
تحمل على كتفها طُفلاً صغيراً هو ابنها.
وافق قادةُ اللاجئين على أن يصطحبوا معهم الرجلُ
والمرأة بشرط أن يتحملا مسؤوليةُ السير بنفسيهما،
أما الطفل الصغير فقد كان اللاجئون يتبادلون في حملِهِ.
بعد مرور عدّة أيام مِن الرحلة ، وقع الرجلُ العجوزٌ على
الأرض وقال :
" إنَّ التعبُ قد بلِّغ بيه مبلَغَه. ولن يستطيع أن يُواصل السير".
توسّل هذا العجوزُ إلى قادة اللاجئين ليتركُوه يموت ويرحلوا
هم إلى حالِ سبيلهم لأن ذلك هو الحل الأمثل للجميع.
وفى مواجهة الحقيقة القاسية للموقف، قرّر قادةُ المجموعة
أن يترُكوا الرجلُ يموت ويكملوا المسيرة.
لكن شيئاً غير متوقع، وتصرفاً يدلّ على الحكمة والفطنة
أظهرته المرأةُ الواهيةُ الصحة. فقد وضعتُ هذه الأم ابنها
بين يدي الرجل العجوز وقالت له:" إنَّ دوره قد حان لحمل
الطفل" ثم لحقت بالمجموعة، ولم تنظر هذه
السيدة إلى الخلف.
ولكن... وبعد دقائق ... شُوهد الرجل العجوز يُهرول مُسرعاً
للّحاقِ بالمجموعة والطفل بين يديه. إنه الحافز .. وإنها
القوة الكامنة فى داخلنا جميعاً...
ولكننا بحاجةٍ لمن يستطيع أن يُظهرها لدينا. ويُخرجها
للوجود. "لا تقل أنى ولد" (أر 1: 17)
إذا كنت لا تقرأ إلاَّ ما يعجبك فقط. فإنك لن تتعلم أبداً!
(" أعط حكيمًاً فيكون أوفر حكمة.
علَّم صديقاً فيزداد علماً" (أم 9: 9.
رسالة الخلاص
فبراير 200