هل بذلت أقصى ما في وسعك ؟؟
منذ سنوات طويلة ، كانت هناك جامعة أمريكية ،
من طلبتها جماعة اشتهرت بإنقاذ حياة المشرفين على الغرق .
ففي عام 1860 غرقت إحدى السفن التجارية ، و كانت تنقل
الركاب عند بحيرة متشيجان . كان هناك طالب في معهد الكتاب المقدس ،
التابع لتلك الجامعة ، و اسم الطالب" إدوارد سبنسر". و كان واقفا
على الشاطئ ، عندما شاهد إمرأة تتعلق بجزء من حطام السفينة ،
تناضل وسط الأمواج المتكسرة !..
خلع سبنسر سترته و ألقى بنفسه وسط أمواج البحر العاتية ،
و نجح في حمل السيدة إلى البر سالمة . واجه سبنسر
بشجاعة نادرة الأمواج 16 مرة أخرى ،حتى نجح في إنقاذ سبعة عشر شخصا ،
و بعد ذلك إنهار الطالب الشجاع من شدة التعب و الإعياء طوال النهار،
و أصيب بهذيان الحمى !... في تلك الليلة أخذ يصرخ في أخيه و هو يهذي :
- " هل بذلت أقصى ما في وسعي ؟! أخشى ألا أكون قد بذلت كل ما في وسعي ! "
عندما حاول أخوه أن يهدئ من روعه بالقول :
- " أشكر الله لقد أنقذت 17 شخصا !..
كان يرد عليه سبنسر بالقول :
- "آه لو كان في مقدوري انقاذ شخص آخر!!"
كان للإجهاد الشديد الذي عاناه سبنسر في ذلك اليوم و تعرضه
للرياح و عوامل الجو الأخرى ، و أشعة الشمس ، كان لكل هذا
أثره على صحته ... حتى بعد أن تعافى لم يسترد صحته تماما .
و كانت النتيجة أنه أخلد إلى حياة الهدوء و صحته محطمة
و قوته واهنة ، و لم يسطيع بعد ذلك أن يدخل بثقله كله في معمعة
العمل التبشيري الذي كان قد إختاره كدراسة و هدف و لكنه عاش
حياة العزلة التي فرضت عليه .
لقد كان صورة مشرفة ، ضاربا المثل الأعلى لتعاليم السيد المسيح،
مطبقا إياها في كل تصرفاته و تعاملاته مع الجميع ، بضمير صالح
كان يخدم سيده في كتاباته و نصائحه للشباب ، و صلواته التي لم
تنقطع أبدا من أجل العمل التبشيري . و أنتقل إلى السماء في سن الواحدة
و الثمانين بشيبة صالحة و شبعان أيام.
و الآن اسمح لي أن أسألك : كم نفسا أنقذت حتى الآن من عالم
الموت و الخطية ، و هل بذلت كل ما في وسعك ؟!
( أنا هو الطريق - فتشوا الكتب 234)