الرئيسية » مسرحيات » اسكتشات

المحبة لا تظن السوء

المشهد الأول:

(توني يظهر على المسرح)

توني: حلو أوي ... إنهاردة الجمعة يعني يوم الراحة واللعب أكلم مين أكلم مين وأنا فاضي كده ؟ آه أكلم أندرو أحكي معاه شويه

توني (في التليفون) : آلو ... أيوة يا طنط أنا توني صاحب أندرو في المدرسة... أنا كويس يا طنط ... الحمد لله المذاكرة تمام .. ممكن أكلم أندرو؟ عيّان ؟؟ لا سلامته ... خلاص يا طنط سلميلي عليه كتير.

(يغلق التليفون ويتحدث لنفسه)

عيّان؟؟ ماهو كان معايا زي الفل بيطنطط امبارح في المدرسة فجأة كده بقى عيَان ؟؟ أشك في الموضوع ده !!! دي تمثيلية منه عشان ميكلمنيش ... آه... أنا    عارف أندرو كويس فجأة كده بيقلب على أصحابه.

 أنا غلطان أصلا إني فكرت أكلم واحد زيه ... مايستاهلش يكون صاحبي.

(تدخل أم توني في هذه اللحظة)

الأم: صباح الخير يا حبيبي إنت بتكلم نفسك؟

توني: لا يا ماما مفيش حاجة.

الأم: قبل ماانسى ماتنساش تتصل بأندرو تسأل عليه

توني: أندرو؟ إشمعنى ؟

الأم: مامته كلمتني الصبح تسالني على اسم الدكتور إللي انت بتروحله عشان حرارته كانت عالية قوي وجسمه سخن الليل كله.

توني: فعلا ؟

الأم: مالك مستغرب كده ليه؟

توني: لا لا مفيش حاجة.

الأم: طيب انا داخلة اكمل الغدا ... لو هتفتح التليفزيون إبقى وطي الصوت شوية عشان اخوك بيذاكر جوه.

توني: حاضر يا ماما.

(وتذهب الأم)

توني (لنفسه): أخ... انا شكلي وحش أوي ... كنت فاكر إن أندرو بيتهرب مني أتاريه ياعيني عيّان بجد !!! ده إنت طلعت وحش أوي يا توني طب وأنا أعرف منين يعني ؟ فجأة كده عيي ؟ .. ماعلينا ... شوية كده واتصل بيه أقوم أنا بقى أشوفلي أي حاجة أعملها

الراوي: وتاني يوم في المدرسة

مينا: إزيك يا توني

توني: مينا ... غزيك عامل إيه؟

مينا: أنا كويس الحمدلله ... كنت عايز أطلب منك طلب

توني: إيه؟

مينا: ممكن أستلف المسطرة بتاعتك عشان بتاعتي اتكسرت امبارح وملحقتش أشتري واحدة جديدة؟

توني: (بكسوف) آآآه معلش يا مينا يا ريتك كنت طلبت حاجة تاني ... إنت عارف المسطرة دي جديدة ومحدش بيستعملها غيري ... أنا آسف أوي

مينا: خلاص يا عم مفيش مشكلة هابقى أسأل مريم

توني: إنت عارف إني باحب أساعد بس إلا المسطرة...

الراوي: وبعد حصة الحساب ...


توني: إيه ده فين المسطرة؟؟؟ انا مش لاقيها

(يبدأ بالصراخ) فين مسطرتي ؟ انا مش لاقيها ... مين خدها ؟

مريم: بالراحة بالراحة ياتوني ... هندور معاك عليها.

توني: أنا دورت ومش لاقيها ... أكيد فيه حد خدها!

(ثم يذهب توني لمينا)

توني: طلع المسطرة يا مينا !

مينا : نعم ؟ إنت بتقول إيه؟

توني: باقول طلع المسطرة يا مينا ... إنت إللي أخدتها!

مينا: أنا مأخدتش منك حاجة ياتوني ... أنا استلفت مسطرة مريم.

توني: عارف إنك استلفت مسطرة مريم لكن ده ميمنعش إنك كنت حاطط عينك على مسطرتي ... أصلا كانت عاجباك من ساعة ما بابا جبهالي ... هات مسطرتي !!!

مينا: إيه يا توني الكلام ده ؟ إنت بتقول عليا حرامي؟

مريم: بالراحة يا جماعة شوية ... توني مش قصده يا مينا ... هو بس متضايق عشان مسطرته ضاعت

مينا: وإللي متضايق ده يقعد يقول كلام زي كده !!!

مريم لتوني: توني مفيش داعي تتهم مينا بالكلام وإنت مش مـتأكد ... أنا هادور معاك...

توني: أنا دورت كويس ... أنا لو ملقتش المسطرة دي أنا هاشتكي لمدرسةالفصل وهي تتصرف معاك.

مينا: (يبكي) وأنا ذنبي إيه؟

توني: ذنبك إنك أخدتها ... ماليش دعوة

(يذهب توني)

مينا: عاجبك يا مريم الكلام ده ؟

مريم: ماتعيطش يا مينا أنا هادور عليها ومش هانزل الفسحة.

 

الراوي: وبعد الفسحة ...

 

(يدخل توني الفصل يجد مريم واقفة ومعاها المسطرة)

مريم: إتفضل يا أستاذ توني

توني: أنا كنت متأكد إنه مينا هايخاف ويرجعهالي

مريم: لا مش مينا إللي رجعها ... ده انا لاقيتها واقعة تحت شنطتك ... وإنت مادورتش كويس!

توني: إنتي بتتكلمي بجد !!!!

مريم: يعني أنا هاهذر في حاجة زي دي ؟

توني: يا ربي ... اعمل إيه دلوقتي !!! هو مينا عرف ؟

مريم: مينا مش عايز يتكلم معاك تاني !!!

        بصراحة ياتوني إنت ظلمته خالص وأحرجته قدام الفصل كله...

توني: يعني أنا كنت اعمل إيه؟هو الوحيد إللي انا شكيت فيه

مريم: وأديك خسرته بسبب ظنك الوحش في صاحبك ... الأصحاب إللي بيحبوا بعض مايظنوش السوء في بعض.

توني: أنا غلطت مش كده ؟

مريم: أيوه غلطت ... وبصراحة يا توني انا كمان مش هينفع أبقى صاحبتك طول ما أنت دايمًا بتفكر وحش في أصحابك

توني: يعني إيه؟

مريم: يعني لما ممكن في يوم تيجي تتخانق معايا بسبب إنك فاكر إني عملت حاجة ضدك وأنا مش قصدي

 توني: آآآآآه أنا فهمت دلوقتي ... إنتي و مينا اتفقتوا عليا... أنا شوفتكوا إمبارح وإنتوا بتضحكوا مع سارة في الفسحة ... اكيد كنتوا بتتفقوا عليا ، تسيبوني وتبقوا في شلة مايكل وسارة

مريم: على فكرة إحنا مكناش بنتكلم عليك أصلا وعرفت بقى أنا قصدي إيه ... إنت دايمًا شاكك في أصحابك إنت مابتحبناش يا توني ... سلام

توني: يا مريم إستني طيب أنا آسف ... يا مريم يا مريم!!

 

الراوي: وفي البيت ...
 

(توني يبكي)
الأم: مالك يا توني فيه إيه؟

توني: أنا خسرت كل أصحابي

الأم: كل أصحابك ؟

توني: آه مريم وتوني

الأم: ليه ؟ إيه إللي حصل ؟

الراوي: وحكي توني لمامته كل إللي حصل..

الأم: أنا هاقرالك جزء من الكتاب المقدس بيتكلم عن كل إللي حصل معاك

توني: فعلا؟

الأم: توني الكتاب المقدس فيه الحل لكل مشكلة إحنا بنقابلها إنت بتقول إنك بتحب أصحابك مش كده؟

توني: أيوه طبعًا

الأم: طب اسمع الكتاب المقدس بيقول إيه في :(كورنثوس الأولى 13: 4-5) المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تطلب مالنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء.

توني: يعني إيه الكلام ده؟

الأم: يعني لو إنت بتحب أصحابك بجد يبقى ماتنفعلش عليهم لازم تصبر عليهم وماتبقاش متسرع في الحكم عليهم وكمان لازم تتمنى لهم إنك تظن السوء والحاجة الوحشة فيهم.

توني: معاكي حق يا ماما أنا فعلا دايمًا باعمل كده وفي الآخر باطلع ظالمهم... بس أعمل إيه دلوقتي؟

الأم: اتصل بمريم وبمينا واعتذرلهم واعترف لهم بغلطتك واطلب منهم إنهم يسامحوك

توني: وتفتكري هايسامحوني؟

الأم: أكيد لأنهم بيحبوك والأهم إنك ماترجعش تعمل كده تاني

توني: شكرا ليكي يا ماما

الراوي: وفعلا قام توني واتصل بأصحابه وإعتذر ليهم ووعدهم إنه مش هايكرر تصرفاته دي تاني

         أصحابي هاسيب معاكم الآية إللي مامة توني قريتهاله في رسالة بولس الرسول لأهل كورنثوس أصحاح 13 وعدد 4 و 5 : "المحبة تتأنى وترفق المحبة لا               تحسدالمحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا  تطلب مالنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء."

 

               سالي أنيس      
©www.madareselahad.org

 

مرفقات للتحميل